شهدت أسهم الطاقة ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة بعد جائحة كوفيد-19. فقد ارتفع قطاع الطاقة في مؤشر S&P 500 بنسبة تقارب 50% في عام 2021 و55% في عام 2022، متفوقًا بشكل كبير على أداء السوق العام. وجاء هذا الارتفاع مدعومًا بزيادة الأرباح وتدفق نقدي حر قوي، حيث وجهت شركات النفط والغاز هذه الأموال إلى توزيعات قياسية للمساهمين. ورغم تراجع أسعار النفط عن مستوياتها المرتفعة في عام 2022، فإن شركات الطاقة في عام 2025 ما زالت تحقق أرباحًا قريبة من مستوياتها القياسية. وهذا دليل على انضباط مالي جديد. فشركات النفط الكبرى تحقق اليوم أرباحًا تقارب ما كانت تحققه عندما كان سعر البرميل يتجاوز 100 دولار، حتى مع سعر 80 دولارًا فقط للبرميل، وهو ما يعكس تحسنًا كبيرًا في الكفاءة والسيطرة على التكاليف.
واجهت الأسواق الأسبوع الماضي إشارات اقتصادية متضاربة ونقصًا في البيانات، بينما أدى الإغلاق المستمر للحكومة الأمريكية إلى تأخير التقارير الرئيسية. لاحظ المستثمرون قراءات متناقضة حول سوق العمل – إذ أظهرت بيانات ADP زيادة قدرها +42,000 وظيفة في القطاع الخاص خلال أكتوبر، في حين أظهر مسح آخر ارتفاعًا في حالات التسريح إلى 153,000، وهو أعلى إجمالي شهري منذ عام 2003. غياب تقارير التوظيف الرسمية والتضخم بسبب الإغلاق جعل المشاركين في السوق "يتحركون في الظلام" وزاد من حالة عدم اليقين.
لقد لفت الذهب الأنظار مرة أخرى. هذا العام، حقق الذهب سجلات جديدة، مدعومًا بالتوقعات حول تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي وموجة من الشراء من قبل البنوك المركزية. تدفق المستثمرون الباحثون عن الأمان إلى صناديق المؤشرات المتداولة في الذهب والسبائك، مدهوشين بتألقه. بينما الفضة، شقيق الذهب الأكثر هدوءًا وصناعيًا، يبقى في الظل. لكن اسأل نفسك هذا... ماذا لو كان السوق يراقب المعدن الخطأ؟
البنوك المركزية تغير اتجاهاتها. أصبح الفيدرالي الأمريكي (Fed)، والبنك المركزي الأوروبي (ECB)، وبنك إنجلترا (BoE) أكثر ميلاً نحو التيسير النقدي مع اقتراب نهاية عام 2025، ومن المتوقع الآن أن تحدث تخفيضات في أسعار الفائدة بشكل واسع. التضخم يتباطأ ببطء ولكن بثبات، وعوائد السندات تنخفض. على الورق، يجب أن تكون هذه هي النقطة المثالية للأسهم ذات المدة القصيرة: الأسهم المالية، والطاقة، والأسهم الدفاعية التي تعتمد على التدفقات النقدية قصيرة الأجل بدلاً من قصص النمو طويلة الأجل.
شهد الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر مزيجًا من قرارات البنوك المركزية، ونتائج أرباح الشركات، والبيانات الاقتصادية الكلية. في الولايات المتحدة، خفّض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed) أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه في 29-30 أكتوبر، مما خفّض النطاق المستهدف إلى 3.75%-4.00%. أقرّ باول بأن التضخم قد تراجع ولكنه لا يزال مستمرًا، بينما جاءت إشارات سوق العمل متباينة. حافظ الفيدرالي على نبرة حذرة، مشددًا على حالة عدم اليقين بشأن التخفيضات المستقبلية، ومكررًا موقفه القائم على البيانات. تراجعت توقعات السوق بشأن خفض الفائدة في ديسمبر، مع تحوّل التركيز إلى أوائل عام 2026.