عادةً ما تتحرك أسواق الأسهم في موجات – يبرد قطاع بينما يسخن الآخر. هكذا تدور الأسواق. في الآونة الأخيرة، فقدت الأسماء "السبعة الرائعة" المهيمنة على التكنولوجيا زخمها، بينما كانت القطاعات الدورية مثل الطاقة والصناعات تشهد انتعاشًا. لهذا السبب يراقب المتداولون مخططات القوة النسبية. تظهر هذه المخططات أي القطاعات تتفوق وتعطي إشارة إلى من قد يقود الدورة القادمة. على سبيل المثال، أشار تحليل حديث إلى أن أسهم الاستهلاك غير الأساسي والاتصالات موجودة في الربع "الرائد" على رسم بياني للدوران النسبي، بينما تتجه التقنية إلى منطقة "الضعف". في هذه الأثناء، بدأ قطاع الرعاية الصحية في الانتقال من "المتأخر" إلى "المتحسن"، مما يشير إلى أن دوره قد يكون قريبًا.
تبدو البنوك المركزية أخيراً مستعدة للتيسير. بعد عامين من الزيادات القوية في أسعار الفائدة، بدأت المعدلات في الانخفاض. قام بنك إنجلترا بخفض سعر الفائدة الأساسي إلى 4% من 5.25%، وخفض البنك المركزي الأوروبي إلى 2% من ذروته عند 4%، وتبعها الاحتياطي الفيدرالي بخفض الأسبوع الماضي. كما أن التضخم يتراجع: حيث انخفض مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي إلى 2.9% في أغسطس، بينما هبطت منطقة اليورو إلى أقل من 2% في مايو. على الورق، تبدو التخفيضات مؤكدة. لكن النفط لا يزال الورقة الرابحة – إذ تراجع إلى منتصف 60 دولاراً قبل أن يرتد بالقرب من 75 دولاراً، مذكراً بمدى سرعة قدرة الطاقة على قلب قصة التضخم.
حصلت الأسواق أخيرًا على ما كانت تنتظره منذ أشهر — أول خفض للفائدة من الفيدرالي منذ أواخر عام 2024. جاء هذا القرار في أسبوع عكست فيه البيانات قصتين في آن واحد: التضخم أظهر علامات جديدة على عناده، لكن الزخم العام بدا ضعيفًا بما يكفي لتبرير التيسير.
تمكّن الذهب من تحقيق ما كان المتداولون يتحدثون عنه منذ أسابيع – فقد تجاوز أخيراً حاجز 3,700 دولار. بل وصل إلى مستوى مرتفع جديد قرب 3,703 دولار قبل أن يتراجع قليلاً، ولغاية الآن يظل مستقراً في نطاق 3,680–3,700 دولار. وقد ساعد في هذا الصعود ضعف الدولار الأمريكي، وتراجع عوائد السندات، واستمرار الطلب على الملاذات الآمنة الذي يظهر عادةً كلما بدا المشهد الاقتصادي الكلي هشاً.
بعد عامين من الزيادات السريعة في أسعار الفائدة، بدأت البنوك المركزية أخيراً في تغيير المسار. خفّض البنك المركزي الأوروبي بالفعل سعر الفائدة القياسي إلى حوالي 2% بعد أن بلغ ذروته بالقرب من 4%، بينما بدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للتو في التخفيض من مستوى أعلى بكثير. هذا التباين يترك المستثمرين أمام سؤال صعب: إذا استمرت أسعار الفائدة في الانخفاض، فأي جانب من الأطلسي يملك البنوك الأقوى؟