الذهب يحافظ فوق 3,700 دولار: هل يمكن أن يستمر الارتفاع؟
تمكّن الذهب من تحقيق ما كان المتداولون يتحدثون عنه منذ أسابيع – فقد تجاوز أخيراً حاجز 3,700 دولار. بل وصل إلى مستوى مرتفع جديد قرب 3,703 دولار قبل أن يتراجع قليلاً، ولغاية الآن يظل مستقراً في نطاق 3,680–3,700 دولار. وقد ساعد في هذا الصعود ضعف الدولار الأمريكي، وتراجع عوائد السندات، واستمرار الطلب على الملاذات الآمنة الذي يظهر عادةً كلما بدا المشهد الاقتصادي الكلي هشاً.
لقد كان صعوداً مثيراً للإعجاب، لكنه يثير السؤال الواضح: هل لا يزال هناك وقود لمزيد من الارتفاع، أم أن هذا هو الوقت الذي يأخذ فيه الارتفاع استراحة؟
مؤشر القوة النسبية RSI، مؤشر MACD وحجم التداول
إذا نظرت إلى الرسم البياني اليومي أو حتى إطار الأربع ساعات، فمن الصعب المجادلة ضد الاتجاه. السعر يقع بأريحية فوق جميع المتوسطات المتحركة المعتادة – حيث يقع المتوسط لـ21 فترة على الأربع ساعات عند 3,652 دولار تقريباً وكان بمثابة منصة ارتداد في كل مرة ينخفض فيها السعر. أما المتوسط المتحرك الأسي لـ50 يوماً فهو أدنى بكثير عند 3,520 دولار، والمتوسط لـ200 يوم عند 3,220 دولار تقريباً، مما يظهر مدى امتداد هذه الموجة. وقد حوّل الاختراق فوق 3,675 دولار ذلك السقف القديم إلى دعم قصير الأجل، بينما المستوى التالي الذي يراقبه السوق هو بوضوح 3,700 دولار.
من ناحية الزخم، بدأت الأمور تسخن. مؤشر القوة النسبية على الرسم اليومي يتمركز في السبعينات، وهو ما يُعتبر بوضوح منطقة تشبع شرائي. قراءة 14 يوماً تتأرجح بين 73 و77، وهو عادةً المستوى الذي يتوقف عنده الذهب مؤقتاً إذا أخذنا التاريخ كمرجع. هذا لا يعني أن عملية بيع وشيكة، لكنه يوحي بأن الارتفاع قد يكون في أقصى سرعته. مؤشر MACD لا يزال داعماً – الخطوط مصطفة بشكل صعودي على كل من الرسم الأربع ساعات واليومي، والهيستوجرام لا يزال أخضر – ما يشير إلى أن الزخم لم ينعكس بعد.
اختراق نموذج العلم الصاعد للذهب نحو 3,700 دولار

المصدر: TradingView. جميع المؤشرات عوائد إجمالية بالدولار الأمريكي. الأداء السابق ليس مؤشراً موثوقاً على الأداء المستقبلي. البيانات حتى 17 سبتمبر 2025.
حجم التداول كما لعب دوره. فقد جاء الاختراق فوق نطاق 3,650 دولار مصحوباً بزيادة ملحوظة في حجم التداول، وهو ما يفضله المتفائلون – إذ يوضح وجود اهتمام حقيقي بالشراء وليس مجرد غياب للبائعين. في المقابل، كانت الانخفاضات مصحوبة بأحجام ضعيفة، مما يشير إلى عمليات جني أرباح أكثر من كونه اندفاعاً للخروج. هذا المزيج – حجم مرتفع عند الارتفاعات ومنخفض عند التراجعات – يعد إشارة صحية إلى حد كبير.
حجم التداول المرتفع للذهب أكد الاختراق

المصدر: TradingView. جميع المؤشرات عوائد إجمالية بالدولار الأمريكي. الأداء السابق ليس مؤشراً موثوقاً على الأداء المستقبلي. البيانات حتى 17 سبتمبر 2025.
مراقبة الزخم والأنماط
أحد الأنماط البارزة على الرسم الأربع ساعات كان نموذج علم صاعد صغير. فقد تحرك السعر هبوطاً في قناة ضيقة، ثم اندفع خارجها بسرعة ليصل إلى منطقة 3,700 دولار. وقد تحقق قياس العلم بدقة تقريباً، وهو ما يُعتبر عادةً تأكيداً جيداً على أن تدفقات متابعة الاتجاه ما زالت وراء الحركة. البنية العامة لا تزال تعكس “اتجاهاً صاعداً”: قمم أعلى وقيعان أعلى، دون كسور رئيسية.
ارتفاع الذهب يمتد بعيداً فوق المتوسطات الرئيسية

المصدر: TradingView. جميع المؤشرات عوائد إجمالية بالدولار الأمريكي. الأداء السابق ليس مؤشراً موثوقاً على الأداء المستقبلي. البيانات حتى 17 سبتمبر 2025.
لكن هناك بعض الإشارات التحذيرية المبكرة. فقد طبع شمعة الأربع ساعات الأخيرة نموذجاً قريباً من “الرجل المعلق” حول 3,700 دولار، وهو ما يظهر أحياناً عندما يبدأ المشترون في التعب. ومع وصول مؤشر RSI إلى مستويات مرتفعة، ليس من المفاجئ رؤية بعض المتداولين يقومون بجني الأرباح. تراجع الذهب لفترة وجيزة إلى حوالي 3,680 دولار بعد أن لامس 3,703 دولار، لكن في كل مرة انخفض فيها السعر، ظهرت طلبات شراء جديدة تقريباً على الفور. وهذا أبقى التراجعات سطحية، وهو ما يعكس بحد ذاته الكثير عن قوة الطلب الكامنة.
مؤشرا RSI وMACD لا يزالان يعملان لصالح المشترين. إذا استمر مؤشر RSI في تكوين قمم أقل بينما يدفع السعر للأعلى، فسيكون ذلك إشارة على وجود انحراف – لكنه لم يحدث بعد. ولم يظهر مؤشر MACD أي تقاطعات هابطة أيضاً. إذا اخترق السعر مستوى 3,700 دولار بوضوح وتمكن من الحفاظ عليه، فإن المستويات المنطقية التالية هي 3,730 و3,750 وربما حتى 3,800 إذا امتد الزخم. أما إذا فشل، فقد يتشكل نموذج قمة مزدوجة ويعيده نحو 3,650 أو 3,600 دولار. متوسط الـ21 فترة على الأربع ساعات إذا بدأ بالانبساط سيشير إلى أن الاتجاه بدأ يفقد زخمه – لكنه الآن لا يزال يشير للأعلى.
المخاطر وما يراقبه المتداولون
أكبر المخاطر تتعلق بالتوقيت. فالجميع يترقب اجتماع الفيدرالي. خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أصبح متوقعاً، وهذا التوقع ساعد على دفع الذهب للأعلى. إذا بدا الفيدرالي أقل ميلاً للتيسير مما يأمله السوق، فقد يؤدي ذلك إلى عمليات جني أرباح ويدفع الذهب تحت 3,650 دولار. ارتفاع حاد في الدولار أو قفزة في العوائد سيكون له نفس الأثر. وعلى العكس، إذا عزز الفيدرالي توجهه التيسيري، فقد يحصل الذهب بسهولة على دفعة أخرى نحو 3,800 دولار.
الخلاصة
اندفاعة الذهب فوق 3,700 دولار كانت سريعة وواضحة ومدعومة جيداً بالزخم، لكنها أيضاً أصبحت مشبعة. لا يزال الاتجاه موجهاً نحو الصعود، لكن السوق بوضوح عند مستوى حاسم. اختراق مستدام فوق 3,700 دولار قد يفتح الباب إلى 3,730–3,750 دولار، بينما الفشل قد يؤدي إلى تراجع نحو 3,600 دولار. حالياً، العبء يقع على عاتق المشترين للحفاظ على الزخم حياً.