EC Markets - الفضة: عودة الابن الضال؟

أمضت الفضة أكثر من عقد من الزمن تحت سقف ثقيل من المقاومة. فقد كانت هناك خط اتجاه هابط طويل الأجل يمتد منذ حقبة ما بعد الأزمة المالية. وكل محاولة لاختراقه منذ عام 2008 تم رفضها عند المقاومة المائلة نفسها. لكن مؤخراً، يبدو أن شيئاً ما قد تغيّر… الزخم يتحرك، وحجم التداول يتحسن، والمعدن يعود تدريجياً إلى دائرة الاهتمام. وهذا يثير سؤالاً بسيطاً لكنه مليء بالأمل: ماذا لو امتلكت الفضة هذه المرة الطاقة الكافية لاختراق السقف الذي كبّلها طوال جيل كامل…؟

جدار مقاومة لمدة 15 عاماً

على الرسم البياني طويل الأجل، من المستحيل تجاهل معاناة الفضة. خط منحدر واحد يربط نقاط التحول الكبرى خلال 15 عاماً الماضية: ارتفاع 2011، ارتفاعا 2012 و2016، والارتفاع الحاد في عام 2020. وفي كل مرة تصل الفضة إلى هذا السقف، يتم دفعها إلى فترات طويلة من التداول الجانبي. لقد كان هذا الحاجز حاسماً لأكثر من عقد من الزمن.

الفضة تقترب من خط اتجاه هابط يمتد لـ 15 عاماً

المصدر: TradingView. جميع المؤشرات بعائد إجمالي بالدولار الأمريكي. الأداء السابق ليس مؤشراً موثوقاً للأداء المستقبلي. البيانات حتى 26 نوفمبر 2025.

يوضح الرسم البياني طويل الأجل للفضة سلسلة من محاولات الاختراق الفاشلة: من ذروة 2011 إلى القمم الأدنى في 2012 و2016، والارتفاع في 2020. ويعود المعدن اليوم لاختبار السقف الهيكلي نفسه في 2024/2025 — وهو أحد أهم الاختبارات الفنية خلال أكثر من عقد. الأداء السابق ليس مؤشراً موثوقاً للنتائج المستقبلية.

لكن هذه المرة يبدو المشهد مختلفاً. فالفضة ترتفع بثبات أكبر، وضغط الشراء في التحركات الأخيرة يبدو أقوى مما كان عليه من قبل. وهذا يشير إلى أن المستثمرين يقومون بالتجميع تدريجياً بدلاً من البيع عند الارتفاعات. كما أن الزخم يتحسن؛ فالمؤشرات التي عانت من الارتفاع منذ سنوات بدأت الآن بالتحرك صعوداً. رؤية الفضة تختبر سقفاً متعدد السنوات بينما يُظهر الزخم نشاطاً أمر نادر — وغالباً ما يكون مهماً للغاية.

الأسواق لا تكسر الحواجز القديمة بسهولة. عادةً ما يتطلب الأمر سنوات من الضغط المتراكم قبل أن ينهار الهيكل. بعد كل تلك السنوات من الإحباط، قد تقترب الفضة أخيراً من لحظة حاسمة!

الزخم يهمس أولاً

عند التركيز على التفاصيل، تبدو صورة الزخم للفضة مختلفة بشكل ملحوظ. فقد جاءت الارتفاعات الأخيرة مع زيادة واضحة في حجم التداول، مما يشير إلى دخول المشترين بثقة أعلى بدلاً من التراجع مع الصعود. وغالباً ما يظهر هذا النوع من سلوك الحجم قبل الاختراقات الفنية الكبيرة، خصوصاً في الأسواق المضغوطة لسنوات.

ويحكي مؤشر القوة النسبية (RSI) القصة نفسها. فطوال فترة طويلة، لم يكن الزخم قادراً على المواكبة عندما تقترب الفضة من خط اتجاهها الرئيسي، وكان المؤشر يتراجع حتى أثناء محاولة السعر الارتفاع. أما الآن فالوضع مختلف؛ مؤشر RSI بدأ يتجاوز المستويات التي أوقفته سابقاً، مشيراً إلى أن القوة الأساسية في تزايد. رؤية الزخم يرتفع بينما السعر يختبر سقفاً طويل الأجل ليس أمراً شائعاً — وغالباً ما يكون مؤثراً.

سعر الفضة مع اختراق زخم مؤشر RSI الأسبوعي (2011–2025)

مؤشر القوة النسبية الأسبوعي للفضة يخترق مستويات الزخم التي رفضت الارتفاعات السابقة، بينما يقترب السعر في الوقت نفسه من مقاومة طويلة الأجل.

كما يقول المتداولون: السوق عادةً ما يتغير قبل أن تتغير القصة — والزخم هو دائماً أول مكان تظهر فيه هذه التغيرات.

نسبة الذهب إلى الفضة: معنويات في حالة تطرف

تضيف نسبة الذهب إلى الفضة طبقة مهمة للصورة. فعندما تكون هذه النسبة مرتفعة بشكل غير اعتيادي، فهذا يعني أن المستثمرين يفضلون أمان الذهب على الجانب الصناعي والدوري للفضة. وغالباً ما تبدأ الفضة في التفوق على الذهب فقط عند توقف النسبة عن الارتفاع وبدء الانخفاض.

في الآونة الأخيرة، كانت النسبة تحوم حول مستويات قد شكّلت تاريخياً نقاط تحول رئيسية لكلا المعدنين. الفوارق الشديدة بين الذهب والفضة لا تدوم إلى الأبد؛ وعندما تبدأ في التقلص، فهذا غالباً ما يشير إلى تحوّل في مزاج السوق من الحذر إلى حب المخاطرة — وهو تحول يفيد الفضة أكثر من الذهب.

نسبة الذهب إلى الفضة بالقرب من مستويات تطرف تاريخية

ظلت العلاقة بين الذهب والفضة في الأشهر الأخيرة بالقرب من مستويات شديدة الاتساع تاريخياً — وهي ظروف شكّلت سابقاً نقاط تحول رئيسية. وغالباً ما يتزامن انخفاض النسبة مع فترات تفوق الفضة في الأداء.

هذا التفاعل مهم. فتباطؤ نسبة الذهب إلى الفضة مع تحسن الزخم في الفضة يخلق عادةً الظروف الملائمة لحركات لحاق قوية. لا توجد أي ضمانات بالطبع، لكن الإعداد الحالي يبدو أوضح وأقوى مما رأيناه في المحاولات السابقة.

العوامل الأساسية: الطاقة الشمسية، الكهرباء، والطلب الصناعي

من منظور أساسي، تقف الفضة عند نقطة تقاطع نادرة. بخلاف الذهب الذي يتحرك بناءً على معنويات مالية، تستمد الفضة قوتها من تدفقات الملاذ الآمن وكذلك من الطلب الصناعي الحقيقي. يُستخدم جزء كبير منها في الألواح الشمسية والإلكترونيات والتقنيات المتعلقة بالطاقة — وهي مجالات مستمرة في النمو بثبات.

إن التحول العالمي نحو الكهرباء والطاقة المتجددة بطيء ولكنه قوي. وقد أصبح الارتفاع في قدرة الطاقة الشمسية رياحاً داعمة ثابتة للفضة — وهو عامل لم يكن بهذه القوة خلال محاولات الاختراق السابقة. إنه يدعم السوق بهدوء من الأسفل، مانحاً المعدن قاعدة أقوى مما كان عليه سابقاً.

غالباً ما تحدث أقوى الاختراقات الفنية عندما يكون السرد الداعم لها قوياً بالقدر نفسه. هذه المرة، قد تمتلك الفضة أخيراً كليهما!

ما يجب أن يراقبه المتداولون

تشمل إشارات التأكيد الرئيسية:

اختراق واضح أعلى خط الاتجاه الهابط لخمسة عشر عاماً مع حجم تداول قوي.
استمرار مؤشر RSI فوق منطقة الاختراق، بما يدل على استمرار الزخم.
بدء اتجاه هابط في نسبة الذهب إلى الفضة بدلاً من التحرك الجانبي.
نجاح إعادة اختبار مستوى الاختراق — وغالباً ما يكون ذلك أقوى تأكيد.

الفضة متقلبة ويمكن أن تفشل الاختراقات، لكن هذه البنية الحالية تُعدّ من أكثر الإشارات الفنية أهمية خلال سنوات.

انعكاس أخير

انتظرت الفضة طويلاً هذه اللحظة — سنوات من الضغط والرفض والبناء البطيء. سواء تحوّلت هذه الحركة إلى اختراق يُعيد تشكيل الاتجاه طويل الأجل أو إلى محاولة أخرى تفقد الزخم، فإن الحركة التالية ستحدد الطريقة التي سيرى بها المتداولون هذا المعدن لسنوات قادمة.

الفضة: عودة الابن الضال؟