الرئيسية > التحليل الفني > موسمية نوفمبر: هل ترتفع المؤشرات فعلاً؟

موسمية نوفمبر: هل ترتفع المؤشرات فعلاً؟

أكتوبر 29, 2025 1:04 مساءً

لماذا يحصل شهر نوفمبر دائمًا على هذا الامتياز؟ هل هو فعلاً ميزة حقيقية في الأسواق، أم مجرد “تأثير وهمي” يعتمد على التقويم يتشبث به المتداولون عندما تهدأ العوامل الأساسية؟ تاريخيًا، تميل المؤشرات الرئيسية إلى الارتفاع في نوفمبر. البيانات تُظهر أنه منذ عام 1950 كان نوفمبر أقوى شهر لعوائد سوق الأسهم، بينما يُعتبر شهرا نوفمبر وديسمبر أفضل فترة شهرين في المتوسط. لذا عندما تظهر مخططات الموسمية، يُطرح السؤال: هل لا يزال “رالي العطلات” قائمًا؟ أم أن هذا العام سيكون مختلفًا؟

الموسمية: نمط حقيقي أم وهم نفسي؟

من الصعب تجاهل حجة الموسمية. يشير المحللون إلى أن مؤشرات مثل S&P 500 وNasdaq وFTSE 100 تميل في المتوسط إلى إنهاء نوفمبر في المنطقة الخضراء. تُظهر بعض الدراسات أن معدل النجاح الصعودي لشهر نوفمبر يبلغ حوالي 80–90%. ومع ذلك، هناك استثناءات كبيرة. تذكّر عام 2008 عندما انخفض مؤشر S&P بشكل حاد أو الهبوط في نهاية عام 2022. هذه الأمثلة تذكّرنا بأن “نوفمبر المتوسط” لا يضمن مكاسب دائمة.

الأسواق اليوم تُدار إلى حد كبير بواسطة الخوارزميات والاستراتيجيات الكمية أكثر من أي وقت مضى. عندما تضعف القناعة، تزداد القصص الموسمية انتشارًا — كشيء يتمسك به المستثمرون عندما تفقد الأخبار تأثيرها! ولكن هل هي عكاز نفسي أم إشارة حقيقية؟ ربما كلاهما. تُظهر البيانات ميزة تاريخية، لكن حتى الأشهر الإيجابية إحصائيًا قد تخيب الآمال. لذا، تعامل مع الموسمية كإطار للنقاش، لا كقاعدة مؤكدة.

ميزة نوفمبر في السياق: قرن من العوائد الشهرية

المصدر: LSEG Datastream، Yardeni Research، Standard & Poor’s. جميع المؤشرات تُقاس بالعائد الإجمالي بالدولار الأمريكي. الأداء السابق لا يُعد مؤشرًا موثوقًا للأداء المستقبلي. البيانات حتى 22 يوليو 2025.

على مدى ما يقارب قرنًا من البيانات (1928–2025)، يُعد نوفمبر من أكثر الأشهر إيجابية بالنسبة لـ S&P 500 — حيث شهد 60 شهرًا من الارتفاع مقابل 37 من الانخفاض. متوسط المكاسب في نوفمبر (+4.12%) لا يتجاوزه إلا شهر يوليو. ومع ذلك، لا يضمن التاريخ النتائج المستقبلية.

تحليل الرسوم البيانية: هل نحن أمام ارتفاع حقيقي أم فخ؟

من الناحية الفنية، الصورة مختلطة. في أواخر أكتوبر 2025، سجلت المؤشرات الأمريكية الثلاثة الرئيسية مستويات قياسية جديدة — وقد يرى المتفائلون أن الزخم يشير إلى المزيد من المكاسب. على الرسم البياني اليومي لمؤشر S&P 500، تتداول الأسعار فوق المتوسط المتحرك لـ200 يوم (حوالي 6,700 نقطة)، مما يشير إلى اتجاه صعودي.

ومع ذلك، فإن الارتداد الأخير من قيعان أكتوبر يجعل المتداولين حذرين. بعد عملية بيع حادة، أدى التعافي السريع إلى دفع S&P إلى منطقة التشبع الشرائي. تشير المؤشرات الفنية إلى احتمالية الإرهاق: مؤشر القوة النسبية (RSI) لمدة 14 يومًا عند نحو 73، وهو عادة مستوى “تشبع شرائي”. هل ما زال المشترون ينتظرون بالقرب من مستويات الدعم (مثل خطوط 50 أو 200 يوم)؟ أم أن السوق قد تجاوز حدوده؟ من المحتمل أننا “نرتد نحو نوفمبر”، ولكن قد يكون هذا مجرد فخ للمشترين. تُظهر الرسوم البيانية القوة، لكنها أيضًا تعكس علامات تمدد مفرط. سيراقب المتداولون المستويات الرئيسية لمعرفة ما إذا كان سلوك السعر يؤكد الرواية الموسمية أم ينفيها.

S&P 500: ارتفاع أم إنهاك؟

المصدر: TradingView. جميع المؤشرات تُقاس بالعائد الإجمالي بالدولار الأمريكي. الأداء السابق لا يُعد مؤشرًا موثوقًا للأداء المستقبلي. البيانات حتى 29 أكتوبر 2025.

مؤشر S&P 500 يواصل الارتفاع حتى أواخر أكتوبر 2025، محافظًا على موقعه فوق المتوسطات المتحركة الرئيسية. كان مؤشر RSI قد أشار مسبقًا إلى منطقة تشبع شرائي، ما يدل على زخم مفرط. فهل بدأ الارتفاع يهدأ، أم أنه يستعد لموجة صعود جديدة؟

العامل النفسي

غالبًا ما تتحرك الأسواق وفقًا للسرديات، و”رالي نوفمبر” أحد أشهرها. إذا توقع عدد كبير من المستثمرين ارتفاعًا موسميًا، فقد يشترون للمشاركة فيه — مما يؤدي فعلاً إلى تحقيق هذا الارتفاع. بيانات Citadel تشير إلى أن المستثمرين الأفراد يتمتعون بثقة عالية: كانوا مشترين صافين في 23 من آخر 27 أسبوعًا، حتى خلال فترات الانخفاض. وعلى النقيض، ظلت المؤسسات الكبرى أكثر حذرًا. ربما يكون المستثمرون الأفراد قد تبنوا بالفعل فكرة الموسمية، بينما يبقى المحترفون متشككين. فهل نقرأ الرسوم البيانية حقًا، أم نعيد تمثيل سيناريو العام الماضي؟

يمكن لتوجهات المتداولين أن تعكس حركة الأسعار. إذا اندفع عدد كبير نحو “صفقات نوفمبر الصعودية”، فقد يصبح السوق عرضة لمفاجآت غير متوقعة. توقف وفكر: هل تؤمن بالنمط فعلاً، أم أنك تتبع القطيع؟ السرد الصعودي المدفوع بقناعة ضعيفة يمكن أن يكون مقدمة لعملية تصحيح. هذا الصراع بين الأمل والحذر غالبًا ما يكون المحرك الرئيسي لنقاط التحول في السوق.

المخاطر والعوامل المحفزة

بعيدًا عن الرسوم البيانية والمعنويات، يمكن للأحداث الاقتصادية أن تغير المشهد. يجلب شهر نوفمبر بيانات التضخم الأمريكية وتقرير الوظائف، بالإضافة إلى اجتماع الاحتياطي الفيدرالي. وفي المملكة المتحدة، تصدر بيانات بنك إنجلترا والتضخم أيضًا. أي مفاجأة في هذه الأرقام قد تعكر صفو الهدوء الموسمي.

كما يمكن للجغرافيا السياسية والانتخابات وقرارات أوبك بشأن النفط أن تؤثر على المعنويات. إذا افترض المستثمرون أن “نوفمبر يعني ارتفاعًا”، فقد تُفاجئهم الأخبار السلبية. وعلى الجانب الآخر، قد تؤدي الإشارات على أن التضخم بلغ ذروته أو أن دورة رفع الفائدة انتهت إلى تعزيز الشراء. في عام 2025، قد يتحول الزخم من “تأثير التقويم” إلى “مخاوف الأرباح والنمو”.

الخلاصة

قد تكون الموسمية خريطة مفيدة، لكنها ليست الوجهة النهائية. يُظهر التاريخ أن نوفمبر يميل إلى الارتفاع، ولكن في الأسواق الحديثة، لا تتكرر الأنماط دائمًا. بدلاً من اتباع التاريخ حرفيًا، راقب حركة الأسعار وردود الفعل. الطريقة التي يتصرف بها السوق عندما تلتقي الأنماط القديمة بالظروف الجديدة — هي الدليل الحقيقي!

أخر الأخبار

أكتوبر 29, 2025 12:59 مساءً
شركة EC Markets تفوز بجائزة "أفضل شروط تداول" في حفل جوائز UF Awards Asia 2025
أكتوبر 28, 2025 11:30 صباحًا
القطاعات الدفاعية في عالم متساهل نقديًا: هل ما زالت مبالغًا في تقييمها؟
أكتوبر 27, 2025 11:28 صباحًا
الطاقة والأرباح تدفعان الارتفاع العالمي | الموجز الأسبوعي: 20–24 أكتوبر 2025
أكتوبر 23, 2025 4:36 مساءً
لماذا يخسر معظم المتداولين المال – وكيف تتجنب ذلك
أكتوبر 22, 2025 3:57 مساءً
شركة EC Markets ترعى قاعة المتحدثين في معرض iFX Expo Asia 2025
أكتوبر 22, 2025 3:49 مساءً
الربع الثالث 2025: 3.081 تريليون دولار حجم التداول، نحجز مكاننا ضمن أفضل 3 وسطاء عالميًا
أكتوبر 22, 2025 2:19 مساءً
الهبوط المفاجئ للذهب: تصحيح أم تحول مبكر؟
أكتوبر 21, 2025 3:03 مساءً
النفط، التضخم، والدولار: هل يمكن للطاقة أن تظل وسيلة للتحوط في عام 2025؟
أكتوبر 20, 2025 10:17 صباحًا
انخفاض أسهم البنوك وارتفاع الذهب والسندات | الموجز الأسبوعي: 13–17 أكتوبر 2025
أكتوبر 16, 2025 12:12 مساءً
ما هي الرافعة المالية في التداول؟ وكم تعتبر "مرتفعة جدًا"؟
أكتوبر 16, 2025 10:25 صباحًا
تقديم عمر قوموق، المدير العام الجديد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا